أسباب الشجارات و المشاكل الأسرية

كما عودتكم مدونة عائلتي على تقديم مواضيع عن العلاقات الأسرية اليوم ارتأت أن تقدم لكم المدونة موضوع حول شجار الزوجين الذي يعد مثمرا بعد الأحيان و عن بعض أسباب نشوب الصراعات و المشاكل بين الأزواج نتمنى لكم قراءة مفيدة...

 الأسرة  هي أساس   لبناء مجتمع قوي و متماسك و ذلك عندما تكون الأسرة صالحة ،لكن عندما يكون بالأسرة أي خلل فإنه المجتمع سيكون ضعيفا و قابلا لانهدام في أي وقت و تحت أي تأثير خارجي. 
يكمن دور الأسرة في تقديم الرعاية والاهتمام لجميع الأفراد الموجودين فيها، فكلٌّ منهم يقوم بمهمّةٍ معيّنةٍ ويكون له دورٌ مخصص تجاه الأفراد الآخرين، وعند حدوث التقصير من أحدهم في واجباته ومسؤوليّاته فإنّه سيحدث خلل في منظومة الأسرة ككل.

الشجار و الخلاف  داخل الأسرة من المشاكل التي تؤثّر على قدرة الأسرة في تأدية دورها بشكلٍ فاعلٍ في المجتمع فقد أصبحت هذه الظاهرة في تزايد مستمر ،إلى أن هذه الخلافات و الشجارات دور مهم و مثمر أحيانا في بناء أسرة قوية و متماسكة أكثر  .
شجار الزوجين: يكون مثمر أحياناً
أنماط شخصية شريك حياتك وكيفية التعامل معه:

لا تخلو أي   حياة زوجية من الشجار والنقاش فمهما بلغت درجة الهدوء والاستقرار ذروتها لا بد من ظهور بعض العراقيل  التي تعرقل سير الحياة بين الزوجين ولو لبعض الوقت. ولابد أن يتصف كلا الزوجين بنوع من الحكمة و التريث  التي حباها الله عز وجل في قلوب الأزواج و المسلمين عامة ، لتؤهل الزوجين للذهاب بحياتهم الزوجية  إلى بر الأمان ولأننا نعرف بأن الشجار بين الزوجين أمر واقع ارتأيت إلى البحث عن أفضل الطرق لاستثمار هذا الخلاف من سلبي إلى إيجابي و يكون بمثابة طوق نجاة و يصبح هذا الخلاف مجرد تعبير عن حالتكم العصبية و النفسية و كل هذا سيتحقق بمعرفة أسلوب شريك حياتكم و معرفة أساليب التعامل معه .
الأساليب التي يتبعها الأزواج عند الشجار الأسري:

1- الانغلاق: ترينه بأنه لا يريد التحدث عن هذا الأمر، أو أنه يتصف بالهدوء والرزانة، ويصفك بالعصبية والتفكير بالماضي ، و على  إثر ذلك الزوج يحافظ على هدوئه متمتعاً بالرزانة في حين الزوجة تنفجر غضباً، ويشعرها بالذنب وعدم المسؤولية، يضطرها إلى الاعتذار في النهاية عن الغضب، على الرغم إنّ المشكلة لم تحل بعد. و للتعامل مع هذا الأسلوب يجب أن تفهميه انك تعرفين ما يريد الوصول إليه، وانك على دراية بسيكولوجية نفسيته لمن يخالفه، لكنك في نفس الوقت تطمحين للوصول معه لحل المشكلة، مع نصحنا لك بعدم الرضوخ إلى هدوئه بالغضب والانفجار.
2- السكوت: لا ينطق بأي كلمة على الإطلاق و يلتزم الصمت على إثر هذا فهو يتجنب الشجار و الصراع ما يدفعك إلى الزيادة في غضبك  ، ولا حل للمشكلة بل تزداد تعقيداً .و للتعامل مع هذا الأسلوب يجب عليك عدم مواجهة هذا الشخص مباشرة، لكن يجب اللجوء إما لكتابة خطاب أو تأجيل الحوار لوقت آخر.
3- الانفجار: يتحدث الزوج بصوت مرتفع مع تأنيب الزوجة بكلمات من الغضب. وينفجر غاضبا عادة بعد فترة سكوت و انغلاق ، ويتخذ من العدوانية: حيلة ماكرة أمام الزوجة فيصعب مهمة الزوجة في حل المشكلة .و للتعامل مع هذا الأسلوب يجب على الزوجة إذا علمت  أن العدوانية صفة من صفات زوجها أن تخبره بما يضايقها أولا بأول ،لأن هذا الأمر يزيد من التعقيد بين الزوجين في حل المشاكل .
4- القسوة والأنانية: انتقاد و إهانة  الزوج للزوجة بقسوة شديدة دون أن يراعي مشاعرها مثلاً: التعليق على وزنها  الوزن وتوجيهه اللوم لها عند أبسط الغلطات واتهامها بأبشع الصفات كقصر التفكير على سبيل المثال اثر كل هذا فمثل هذا الصنف من الرجال يتخذ من المرحلة الراهنة متنفسا لتسلطه و لعصبتيه من دون النظر إلى مميزات الزوجة أو تضحياتها، وغالباً يكون تأثير هذه الاهانات لمدة أسابيع بل أشهر وسنوات وقد يؤدي التكرار في مثل هذه الحالات إلى الطلاق. يجب على الزوجة للتعامل مع هذا الأسلوب عدم الإنسياع  لاستفزازات و اهانات الزوج لها و عدم مبادلته إياها لأن ذلك سيزيد الطين بلة و يزيد من حدة الصراعات و المشاكل و يساعد على تأجيجها و لا فائدة من التعامل مع شخص بهذه الصفة و العقلية لذلك يجب تشرحي له موقفك و اتركه هو و ضميره .
5- التعجل وعدم الصبر: في بعض الأحيان يطلب الزوج من الزوجة ترك ما بيدها و ترك انشغالاتها ،  كي تكون كلها أذن صاغية ومنصة  للموضوع الذي يدور حوله الجدل والنقاش . على إثر هذا عندما تطلبين تأجيل النقاش إلى وقت لاحق بعدما تنتهين من أشغالك يصيح و يتهمك بعدم احترامه و الإنصات إليه  . و عند حديثك معه يعبث بوجهه وقد يتهمك بعدم الإنصات وحل المشكلة، وبذات الوقت لا يمنحك الفرصة في الكلام . و للتعامل مع هذا الأسلوب فإن رجل من هذا الصنف يكون غير واعي بما يحدث له و حتى لماذا كل هذه العجلة الواردة منه لذا عليك أن تفسري له بأنك مشغولة إذا كان لك شغل ضروري أما إذا كان شغلك غير مهم من الأحسن المسارعة في الإنصات إليه و مناقشة الموضوع معه.

نمر الأن إلى  أسباب المشاكل والنزاعات الأُسرية و نجد من أهمها تضييع الحقوق، وشيوع المظالم، والتفريط في تطبيق الحقوق فلا الزوج يعرف ما له من الحق على زوجته، ولا الزوجة تعرف ما لها من الحق على زوجها و ذلك يأتي  إما جهلًا منهم أو تغافلًا هذا ما يؤدي إلى نشوب الصراعات، وحدوث الخلافات و  المشاكل و السبب وراء ذلك يكون غالبا لأسباب تافهة  و يكون على أبسط الأمور و أصغرها ، فترى الزوج يعاقب زوجته على أنها لم تُهيِّئ على مائدة الطعام نوعًا من أنواعه، أو لم تَضَعْ له نوعًا من الأطعمة التي يحبها ويرغب في تناولها، أو تعاقب زوجها لأنه لم يأخذها للسوق أو للحديقة . من كل هذا يجب ذكر أسباب أخرى لنشوب هذه الصراعات و المشاكل :
  • عدمُ مصارحة الأزواج لبعدهم البعض ، وغياب روح التفاهم، وفقدان التحاور، وشيوع سوء الظن، والتوجس، فترى الزوج مع زوجته طول سنين ومعاشرة طويلة لم يفاتِحها، ولم يجلس معها، ولم يتناقشا فيما يحصل ويتكرر بينهما من خلافات بسيطة، ربما تتطور بمرور الأيام إلى الانفصال و الطلاق، وجعلوا مِن حياتهم ومعاشرتهم روتينًا مستمرًّا، كأنهم آلة تعمل، ومطحنة تطحن، فالزوج يريد من زوجته أن تكون طوع أمره في كل ما يأمر به أو ينهى، دون أن ترى هي من زوجها الكلمة الطيبة، والقول الحسن، والابتسامة الصادقة.
  • أن الرجل ينسى فضائل زوجته وأم أولاده، ويتذكر منها فقط السيئات والهفوات، ويضع نصب عينِه الأخطاءَ والزلاتومن الأخطاء في هذا الجانب أن الزوجَ في تأديب زوجته وأولاده لا يتدرَّج في التعليم والتربية وتقويم السلوك والخطأ؛ وإنما ينتقل مباشرة إلى المرحلة الأخيرة، والعلاج بالضرب أو الطلاق، وهذا من شأنه أن يخرب البيوت، ويُفسد العَلاقات.
  • عدم قناعة الزوج بما قسم الله له من نصيب، فترى الرجل يُقبل بصره في صور النساء في القنوات ووسائل الاتصال الحديث، فيرى نساء الغرب وما ميَّزهن الله به من الجمال الظاهر، ومن هنا تبدأ المشاكل والنزاعات، فيضعف إقباله على زوجته وحبُّه لها؛ ومن أجل ذلك جاء الشرع الحنيف بالحث على غضِّ البصر و تسخَّط على ما أعطاه الله من زوجة صابرة وإن لم يكن لها الجمال الظاهر، فلديها الجمال الباطن، والطاعة، والعمل في بيتها، وتربية أولاده، والعناية بهم، وتعليمهم، وحبس نفسها في البيت من أجل أداء هذه المهام الصعبة وهذه الصفات ربما لا تجدها عند نساء الغرب.
  • ومن المشاكل أيضًا هجر الزوج زوجته و أبناءه لساعات طويلة خارج البيت، وتراه يبدأ بتوزيع الابتسامات والقُبلات مع أصدقاءه في المقاهي والنوادي، والتحدث معهم ربما لساعة متأخِّرة من الليل، ولكن ما إن يدخل البيت يتحوَّل لإنسان آخر، فتغيب الابتسامة والضحكة عن شفتيه، ويحاول أن يبتعدَ عن مجالسة أولاده وبناته، بل أحيانًا ينفر من الجلوس معهم ينعزل عنهم و غالبية المشاكل الأسرية تأتي بسبب هذا المشكل.


احدث المشاركات